راحت السكرة وجات الفكرة.

راحت السكرة وجات الفكرة.

♦يمر الكثير من الناس بمواقف يتخذون فيها قرارات مستعجلة أو يعيشون لحظات متسرعة، قد تغمرها الفرح أو الحماس، ولكن سرعان ما يأتي الندم والوعي الحقيقي ليكشف لهم حقيقة تلك اللحظات بعد انتهائها. وهذا ما يعبر عنه المثل الشعبي الشهير “راحت السكرة وجات الفكرة”، الذي يمثل خلاصة الحكمة بعد لحظات الحماسة العابرة.
♦المثل يحمل في طياته تصويرًا بليغًا للحالة التي يعيشها الإنسان بعد انتهاء لحظات الفرح أو الاندفاع، حين يصحو من تأثيرها ليواجه الواقع، وليكتشف ما كانت تلك اللحظات تخفيه من تبعات أو نتائج غير محسوبة. السكرة، هنا، تمثل لحظات النشوة أو الغفلة التي تجعل الإنسان يغيب عن التفكير العقلاني، بينما الفكرة تمثل الإدراك المتأخر الذي يعود للإنسان بعد أن تنقشع سحابة الحماس.
♦كم من الأشخاص اتخذوا قرارات مالية متسرعة خلال لحظات من الفرح أو الإغراء بالصفقات، فقط ليجدوا أنفسهم بعد ذلك في مواجهة التزامات لم يحسبوا لها حسابًا؟ وكم من علاقات اجتماعية تأثرت بسبب كلمات قيلت في لحظات غضب أو تسرع، ليكتشف قائلها لاحقًا أنه كان يمكنه التعامل مع الموقف بهدوء وحكمة أكثر؟ مثل هذه الحالات تعكس بوضوح فكرة “راحت السكرة وجات الفكرة”، حيث يكون العقل مغيبًا في البداية، ليعود بعدها ليواجه الواقع.
🟩 ما يمكن تعلمه من هذا المثل الشعبي هو أهمية التروي والتفكير العميق قبل اتخاذ أي خطوة، خاصة في لحظات الانفعال أو الحماس. ففي تلك اللحظات، قد يبدو كل شيء واضحًا وبسيطًا، ولكن العقلانية غالبًا ما تكون مغيبة، ويكون من الصعب رؤية الأمور بوضوح. لذلك، يحتاج الإنسان إلى الاستفادة من تجارب الماضي، والتعلم من أخطاء الغير، ليكون أكثر وعيًا وحذرًا قبل أن يتخذ قراراته في المستقبل واسعد الله ايامكم وصبحكم الله بكل خير ودمتم بحفظ الله ورعايته
تغطية موقع جريدة الوطن اليوم الدولي.
				
