صدق احساسك ولاتنتظر الدليل.

صدق احساسك ولاتنتظر الدليل.
في حياتنا مواقف لا تفسرها القوانين ولا يفهمها المنطق، لكن القلب يدركها قبل أن تنطق بها الحواس. إنها تلك اللحظة الغريبة التي تقابل فيها شخصًا لأول مرة، فينقبض صدرك دون سبب ظاهر، كأن هناك جرس إنذار داخلي يرنّ دون صوت. تقول لنفسك: “لا أدري لماذا، لكن هذا الشخص لا يريحني”، وتمضي الأيام، لتكتشف أن إحساسك لم يكن عبثًا، بل كان صادقًا حدّ الدهشة.
نسميها الحاسة السادسة، لكنها ليست سوى هدية من فطرة نقية، لم تفسدها ضوضاء التبرير ولا تلوثها ظنون البشر. هناك أناس يحملون قلوبًا حساسة لا تُخدع بسهولة، تشعر بما لا يُقال، وتقرأ ما وراء النظرات، وتترجم ما بين السطور.
حتى أن بعضهم لديه فراسة وقدرة على معرفة بعض الأحوال الباطنة من خلال علامات ظاهرة، وكأن في قلبه بصيرة تنير له ما خفي على غيره. وقد جاء في الأثر: “اتقوا فراسة المؤمن، فإنه يرى بنور الله” … نور لا يُشترى ولا يُكتسب، بل يُمنح لمن صفا قلبه وصدق نظره.
كم من مرة شعرت أن هناك خطبًا ما، دون أن يظهر شيء على السطح؟ وكم من مرة أحسست أن شخصًا ما يبتسم لك، لكن في داخله سمّ يقطر؟ وفي المقابل، هناك من ترتاح له فورًا، وكأنك تعرفه منذ سنوات، فتكتشف لاحقًا أنه فعلاً من أنقى من عرفت.
الإحساس لا يُدرَّس، لكنه يُولد مع البعض كهبة ربانية، وما على صاحبها إلا أن يحترم فراسته ، ويصغي لما يقوله قلبه… فبعض القلوب تبصر ما لا تراه العيون.
واسعد الله ايامكم وصبحكم الله بكل خير ودمتم بحفظ الله ورعايته
منقول
تغطية موقع جريدة الوطن اليوم الدولي

