تأخر الزواج.. بين الواقع والآمال.

تأخر الزواج.. بين الواقع والآمال.

أصبح تأخر سن الزواج ظاهرة بارزة في كثير من المجتمعات العربية والإسلامية، حيث ترتفع معدلاته عامًا بعد عام لأسباب متعددة. فمنها ما يرتبط بالعوامل الاقتصادية مثل ارتفاع تكاليف المعيشة والمهور والمغالاة في متطلبات الزواج، ومنها ما يتعلق بالعوامل الاجتماعية كالتقاليد والاعتبارات الطبقية، ومنها ما هو نفسي وشخصي كالخوف من المسؤولية أو البحث عن المثالية المفرطة في شريك الحياة.
الإسلام جعل الزواج سترًا وعفافًا وسكنًا ورحمة، قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم: 21]. ومع ذلك، لم يفرض الإسلام الزواج على من لا يقدر أو لا يرغب فيه، بل جعله سنة الحياة ووسيلة لحفظ الدين والمجتمع.
إن تأخر الزواج له انعكاسات اجتماعية ونفسية واضحة؛ فقد يشعر الشاب أو الفتاة بالوحدة، أو بالضغط من نظرات المجتمع وأحاديث الأقارب، وقد يتعرض البعض للاكتئاب إذا لم يجد الدعم أو الفهم. ومع ذلك، فإن تأخر الزواج لا يعني نهاية الحياة، فهناك دائمًا فرص للنمو الشخصي، والعمل، والعبادة، والنجاح في مجالات متعددة.
أسئلة للنقاش
١)هل المغالاة في المهور وتكاليف الزواج السبب الأكبر في تأخره، أم أن هناك أسبابًا أعمق تتعلق بوعي الجيل الجديد وتطلعاته؟
٢)هل يعتبر تأخر الزواج مشكلة حقيقية يجب أن يتدخل المجتمع والدولة لحلها، أم أنه اختيار شخصي لا يستحق كل هذا الجدل؟
٣)هل يمكن أن يُعاد تعريف مفهوم الزواج في مجتمعاتنا بحيث يصبح أكثر بساطة وواقعية، أم أن التقاليد ستظل حاجزًا أمام ذلك؟
٤)هل الفتاة أو الشاب غير المتزوجين أقل مكانة أو قيمة اجتماعية، أم أن النجاح في الحياة لا يرتبط بالزواج فقط؟
تغطية موقع جريدة الوطن اليوم الدولي.

