الاحتراق النفسي: عندما تتعب الروح قبل الجسد.

الاحتراق النفسي: عندما تتعب الروح قبل الجسد.

كتبت: ياسمين علي .

في عالم يتسارع بلا توقف، ويطالب الإنسان بأن يكون حاضرًا، منتجًا، ومتماسكًا في كل لحظة، أصبح الاحتراق النفسي واحدًا من أكثر الاضطرابات انتشارًا دون أن ينتبه الكثيرون لعلاماته أو أسبابه. إنه ذلك الشعور المُرهق الذي يتسلّل ببطء… يبدأ بضغط بسيط، ويتحوّل مع الوقت إلى حالة من الانطفاء الداخلي، حيث يفقد الإنسان شغفه، وطاقته، وقدرته على المواصلة.

🔥 ما هو الاحتراق النفسي؟

الاحتراق النفسي هو حالة من الإجهاد المزمن نتيجة التعرض المتواصل للضغوط النفسية أو المهنية أو الاجتماعية، دون حصول الجسم والعقل على فرصة كافية للراحة والتعافي.

يُشبه الأمر لهبًا يزداد اشتعالًا يومًا بعد يوم، حتى يستهلك ما تبقى من طاقة داخلية.

🧠 لماذا يحدث الاحتراق النفسي؟

تتعدد الأسباب، لكن أبرزها:

الضغط المستمر سواء في العمل أو الدراسة أو المسؤوليات الأسرية.

الكمال الزائد والسعي الدائم للإتقان خوفًا من الفشل أو النقد.

تجاهل احتياجات الذات مثل النوم، الراحة، والهوايات.

تراكم المشاعر المكبوتة وعدم التعبير عن الغضب أو الحزن أو الإرهاق.

غياب الدعم سواء من الأصدقاء أو الأسرة أو المحيط المهني.

⚠️ علامات الاحتراق النفسي

يبدأ الاحتراق النفسي بإشارات صغيرة، لكنه سرعان ما يتفاقم إذا تم تجاهله:

إرهاق شديد لا يزول بالنوم.

فقدان الحماس تجاه أمور كانت ممتعة.

صعوبة التركيز واتخاذ القرارات.

شعور متزايد بالعجز أو الإحباط.

تقلبات مزاجية أو حساسية مفرطة.

انسحاب اجتماعي أو تجنب للمهام اليومية.

أعراض جسدية مثل الصداع، اضطرابات الأمعاء، وألم العضلات.

🧩 كيف يؤثر الاحتراق النفسي علينا؟

لا يتوقف تأثيره على الصحة النفسية فقط، بل يمتد إلى:

انخفاض الإنتاجية.

تراجع القدرة على الإبداع.

اضطراب العلاقات الاجتماعية.

زيادة احتمالات الإصابة بالاكتئاب أو القلق.

فقدان الشعور بالمعنى والرضا.

🌱 كيف نتعافى من الاحتراق النفسي؟

التعافي يبدأ بالاعتراف بأننا بشر لنا حدود، وأن الراحة ليست رفاهية بل ضرورة.

1. مساحة للراحة: خذ إجازة قصيرة أو يومًا بلا التزامات.

2. تنظيم الحدود: قل “لا” للمهام التي تستنزفك ولا تلزمك.

3. الاهتمام بالجسد: نوم كافٍ، طعام صحي، ومشى يومي.

4. التعبير عن مشاعرك: تحدث مع شخص تثق به.

5. ممارسة أنشطة ممتعة: هواية أو رياضة أو قراءة.

6. تقليل الضغوط: إعادة ترتيب أولوياتك وتخفيف الالتزامات.

7. طلب المساعدة: الاستعانة بمعالج نفسي عند الحاجة.

✨ ختامًا…

الاحتراق النفسي ليس ضعفًا ولا دلالة على الفشل، بل رسالة من جسدك وعقلك بأنك تجاوزت حدود الاحتمال.

أن تُبطئ قليلًا، أن ترتاح، وأن تسمح لنفسك بإعادة الشحن… هو شجاعة، لا تراجعًا.

تذكّر دائمًا: أنت لست آلة، وأنت تستحق العافية.

تغطية موقع جريدة الوطن اليوم الدولي.