فنّ السلام الداخلي: كيف نصل إلى الهدوء وسط ضوضاء الحياة؟

فنّ السلام الداخلي: كيف نصل إلى الهدوء وسط ضوضاء الحياة؟

كتبت الاخصائية النفسية :ياسمين علي
في خضمّ صخب الحياة وتزاحم الضغوط اليومية، يظلّ السلام النفسي الحلم الذي يسعى إليه الجميع. كثيرون يظنون أن الهدوء يعني غياب المشكلات، لكن الحقيقة أن السلام لا يعني غياب العواصف، بل القدرة على البقاء ثابتًا وسطها.
الإنسان المعاصر يواجه كمًّا هائلًا من المنبهات والمخاوف: ضغوط العمل، قلق المستقبل، العلاقات المتوترة، وتشتت الانتباه الدائم بسبب التكنولوجيا. ومع كل هذا، ينسى الكثيرون أبسط ما يملكونه: أنفاسهم.
مجرد التوقف للحظات، والتنفس بعمق ووعي، يعيد الاتصال بين الجسد والعقل، ويخفض التوتر فورًا.
السلام النفسي يبدأ من القبول — قبول الذات كما هي، بضعفها وقوتها، دون جلد أو مقارنة. ثم التحرر من الحاجة الدائمة للسيطرة على كل شيء، لأن القلق ينشأ غالبًا من رغبتنا في التحكم بما لا يمكن التحكم فيه.
كما أن ممارسة الامتنان يوميًا — حتى لأبسط التفاصيل — تعيد برمجة الدماغ على ملاحظة الجمال بدل التركيز على النقص.
وفي المقابل، الحديث الذاتي الإيجابي هو غذاء للعقل، تمامًا كما الطعام للجسد. الطريقة التي نتحدث بها لأنفسنا تحدد مستوى راحتنا النفسية أكثر مما يفعله أي ظرف خارجي.
وفي النهاية، السلام الداخلي لا يُشترى ولا يُمنح من أحد، بل هو قرارٌ يتجدد كل يوم: أن تختار الهدوء بدل الغضب، القبول بدل المقاومة، والتوازن بدل المبالغة.
فكلّما اقترب الإنسان من ذاته، ابتعد عن الصخب، ووجد في الصمت صوته الحقيقي.
تغطية موقع جريدة الوطن اليوم الدولي.

