والذي خبث لا يخرج إلا نكدا.

والذي خبث لا يخرج إلا نكدا.

♦الحياة مليئة بالتجارب والدروس التي تكشف لنا معادن البشر، فكما أن الأرض الطيبة تُنبت نباتها بإذن ربها، فإن الأرض الخبيثة لا تطرح إلا الشوك والمرّ، مهما سكبت عليها من ماء وسقيتها من خير. وهذه سنة كونية تنطبق على البشر كما تنطبق على الأرض، فبعض النفوس، مهما أحطتها بالنقاء والصدق، لا تثمر إلا جحودًا وخبثًا.

♦في العلاقات، في العمل، في الصداقة، بل حتى في العائلة، نصادف أشخاصًا يتغذون على السلبية، لا يرون إلا العيوب، ولا ينطقون إلا بما يكدّر الصفو. تعطيهم المعروف، فيقابلونه بالجحود، تبذل لهم الودّ، فيردّونه بالقسوة، تحاول إصلاحهم، فلا يزيدهم النصح إلا عنادًا. وهؤلاء ليسوا ضحايا للظروف ولا لبيئتهم فقط، بل هم أسرى لاختياراتهم، أسرى لما تغلغل في دواخلهم من نوايا فاسدة وأفكار مسمومة.

♦قد يظن البعض أن الاحتواء والصبر قد يغيّر هذه الفئة، لكن الحقيقة التي تثبتها الأيام أن من اعتاد أن يكون نكدًا خبيثًا، لن يتحول إلى شخص نقي لمجرد أنك منحته فرصة. فالنفس البشرية مثل الأرض، ما زُرع فيها من أصلها، هو ما سيخرج منها، مهما حاولت تغيير الظروف المحيطة بها. وكما قال الله تعالى: “والذي خبث لا يخرج إلا نكدا”— فهل نتوقع من الشوك أن يصبح وردًا؟

🟩الحل ليس في محاولات التغيير المستحيلة، بل في إدراك الواقع والتعامل معه بحكمة. لا تهدر طاقتك في إصلاح من لا يريد الإصلاح، ولا تستهلك نفسك في انتظار تغير من لا يرى في التغيير ضرورة. بعض العلاقات تحتاج إلى مسافة، وبعض الأشخاص لا يستحقون أكثر من التجاهل، فكما أن الأرض الخبيثة لا تصلح للزراعة، فهناك نفوس لا تصلح للاستثمار فيها.

واسعد الله ايامكم وصبحكم الله بكل خير ودمتم بحفظ الله ورعايته

منقول 

تغطية موقع جريدة الوطن اليوم الدولي

اظهر المزيد