تريَّث قبل أن تشهر سيفك…

 تريَّث قبل أن تشهر سيفك… 

أحيانًا، تأخذنا أنفسنا إلى معارك لا نعرف بدايتها ولا ندرك نهايتها. نغضب من شخص، نختلف مع آخر، وربما نخلق في عقولنا “عدوًا وهميًا” لأن خيالنا أضاف التوابل والبهارات فوق الخلاف البسيط حتى أصبح “قضية كبرى” في رؤوسنا!

♦لكن الحكاية لا تتوقف عند هذا الحد. تبدأ النفس الأمارة بالسوء ومن خلفها فرق الشياطين بالتحريض: “انتقم”، “خذ بثأرك”، “أرِه من تكون!”، فتجد نفسك تشحذ همتك، وتحمل “سيف الكرامة”، وأنت لا تدري هل أنت مقبل على معركة شريفة… أم مجرد فوضى من أوهامك؟

♦هنا تأتي اللحظة الحاسمة: قبل أن تنطلق، خذ نفسًا عميقًا… وقارن بينك وبينه. قد تكتشف أن خصمك يستطيع أن يسقطك بكلمة واحدة، أو يمرغ كبرياءك في كل جولة حتى تتمنى أن الأرض تبتلعك. قد يعطيك درسًا لن تنساه حتى تكتب عنه مذكراتك لاحقًا بعنوان “كيف خسرت معركة لم تبدأ أصلاً”.

♦لذلك، الحكمة كل الحكمة أن تتريث. لا تستعجل، لا تجعل أباليس الغضب تقودك كالأعمى. اعرف قدراتك قبل أن ترفع راية الحرب، وتأكد أنك تملك السيف فعلًا… لا ملعقة!

♦الانتصار الحقيقي أحيانًا أن تبتسم، أن تتجاهل، وأن تترك المعركة تدفن نفسها بلا ضجيج. فليس كل خلاف يستحق أن يصبح ساحة قتال… وبعض الانتصارات الحقيقية تحدث عندما تدير ظهرك بحكمة، لا عندما تهوي بسيف وهمي على عدو ربما لم يكن عدوًا أصلًا.

وأخيرا.. ربما كان أقوى انتصار تحققه في حياتك هو انتصارك على نفسك لا على خصمك.واسعد الله ايامكم وصبحكم الله بكل خير ودمتم بحفظ الله ورعايته

منقول 

تغطية موقع جريدة الوطن اليوم الدولي

اظهر المزيد
شاهد أيضاً
إغلاق