“نقاء القلب الرحيم.. الجمال الذي لا يُرى بالعين”

“نقاء القلب الرحيم.. الجمال الذي لا يُرى بالعين”

كتبت :ياسمين علي
في زمنٍ كثرت فيه الأقنعة وتبدّلت فيه الوجوه، يظل القلب الرحيم هو النور الصافي الذي لا يَخبو، مهما غطّته غيوم الحياة.
القلب النقي لا يَعرف الحقد، وإن جُرح لا يردّ الأذى، وإن خُذل لا يحمل ضغينة، لأن الرحمة فيه ليست مجاملة، بل فطرة خلقها الله فيه.
القلب الرحيم لا يُقاس بكثرة الكلام الطيب، بل بقدر ما يحتمل من وجعٍ دون أن يغيّر لونه.
هو الذي يُسامح حين يَقدر، ويُعين حين يُطلب منه، ويَمنح حنانه دون انتظار مقابل.
هو الذي يرى في الخير جمالًا لا يُقدّر بثمن، وفي مساعدة الآخرين سعادة لا يَشتريها مال.
النقاء ليس سذاجة، والرحمة ليست ضعفًا، بل هي قوة من نوعٍ آخر، قوة من يملك أن يُؤذي لكنه يختار أن يُحب، من يقدر أن ينتقم لكنه يختار أن يعفو.
القلب الرحيم يَعيش في سلام مع نفسه، لأن الطيبة داخله ليست تصنّعًا، بل امتدادًا لروحٍ بيضاء تُضيء من حولها دون أن تُفكّر كم سيعود إليها الضوء.
وحين يَجتمع النقاء والرحمة في قلبٍ واحد، يولد الجمال الحقيقي؛ جمال لا يحتاج إلى زينة ولا إلى كلمات، لأن بريقه يظهر في الأفعال، وفي النظرات، وفي الدعوات الصادقة التي تخرج من القلب وتصل إلى السماء.
فاحفظ قلبك طاهرًا مهما كانت الخيبات، وازرع الرحمة فيه مهما اشتدّت القسوة من حولك.
لأن نقاء القلب هو أغلى ما تملك، والجمال الحقيقي يبدأ من قلبٍ يعرف معنى الرحمة… ويعيشها كل يوم.
تغطية موقع جريدة الوطن اليوم الدولي.

