كوب شاي وسلام” قصة و حكمة .

“كوب شاي وسلام”

في أحد أحياء القاهرة القديمة، كانت “أم فؤاد” تجلس كل صباح أمام باب شقتها في الدور الأرضي، تبيع شايًا وكحكًا بسيطًا للمارّة. سيدة تجاوزت الستين، بوجه يحمل تعب السنين لكن لا تفارقه ابتسامة الأمل.
كان يمر من أمامها كل يوم شاب في العشرينات، يحمل حقيبته، لا يتحدث كثيرًا، فقط يلقي التحية ويكمل طريقه. وفي صباح شتوي بارد، توقفت خطواته فجأة أمامها، وقال بخجل:
– “صباح الخير يا طنط… ينفع آخد كوباية شاي؟ بس… مش معايا فلوس الصبح النهاردة.”
ابتسمت أم فؤاد، وقالت:
– “اللي يشرب شاي من إيدي مرة، يبقى زبون دائم… أول كوباية على حسابي، والباقي بحبك.”
ضحك الشاب وجلس على الكرسي الخشبي الصغير. شرب الشاي، وشكرها وانصرف.
مرت الأيام، وأصبح الشاب يمر كل صباح، يشرب شايًا، يتحدث قليلًا، ويترك ثمن الكوب زائدًا جنيهين.
وبعد شهر، جاءت أم فؤاد لتفتح بابها كعادتها، فوجدت ظرفًا صغيرًا على العتبة، مكتوب عليه:
“شكراً على الشاي.. كنت رايح أول مقابلة شغل وقتها، وكان كلامك أدفى من الكوباية نفسها.”
وبالداخل، كان هناك مائة جنيه، وورقة صغيرة كُتب عليها:
“اتعلمت منك إن الطيبة بتغير العالم، حتى لو بكوباية شاي.”
تغطية موقع جريدة الوطن اليوم الدولي .


