المواقع الالكترونية_928-90 (1)

التعب الذي لا يُرى: حين يرهقك كل شيء دون سبب واضح.

المواقع الالكترونية_928-90 (1)

التعب الذي لا يُرى: حين يرهقك كل شيء دون سبب واضح.

كتبت : ياسمين علي. 

في أحيان كثيرة، نستيقظ ونحن نشعر بثقلٍ غامض، لا ألم محدد، ولا مرض واضح، لكن كل شيء يبدو مرهقًا: الحديث، التفكير، حتى الأشياء التي كنا نحبها. هذا النوع من التعب لا يظهر في التحاليل الطبية، ولا يلفت انتباه من حولنا، لكنه حقيقي بقدر ما هو صامت.

ما هو التعب النفسي الصامت؟

هو حالة من الإنهاك الداخلي تنتج عن تراكم الضغوط، وكبت المشاعر، ومحاولة الاستمرار “بشكل طبيعي” رغم الاستنزاف المستمر. الشخص يبدو بخير من الخارج، لكنه في الداخل يقاتل ليحافظ على توازنه.

علامات قد لا ننتبه لها:

فقدان الحماس دون سبب واضح

التشتت وصعوبة التركيز

الإحساس باللامبالاة أو البلادة العاطفية

التعب رغم النوم

الرغبة في العزلة دون كره الآخرين

هذه العلامات لا تعني ضعفًا، بل تشير إلى أن النفس تحتاج إلى توقف حقيقي.

لماذا يحدث؟

لأننا نعيش في عالم يطالبنا دائمًا بالقوة:

“كن صبورًا”

“غيرك أسوأ حالًا”

“شد حيلك”

فنؤجل التعب، نؤجل الحزن، نؤجل أنفسنا… حتى تتراكم المؤجلات وتتحول إلى إنهاك.

الفرق بين الراحة والهروب

الراحة تعني مواجهة التعب والاعتراف به،

أما الهروب فهو الانشغال المستمر لتجنّب الشعور.

الأولى تُعافي، والثانية تُرهق أكثر.

كيف نبدأ التعافي؟

اسمح لنفسك أن تقول: أنا متعب دون شعور بالذنب

قلل المقارنات، فكل نفس لها طاقتها وحدودها

عبّر عن مشاعرك، حتى لو بالكتابة

اطلب المساعدة حين تحتاجها

تذكّر: التوقف أحيانًا هو شكل من أشكال الشجاعة

كلمة أخيرة

ليس كل تعب يحتاج دواء،

بعضه يحتاج إنصاتًا، واحتواءً، ومساحة للراحة.

أن تعتني بنفسك لا يعني أنك أناني،

بل يعني أنك إنسان.

تغطية موقع جريدة الوطن اليوم الدولي. 

اظهر المزيد