كيف يراك الآخرون؟

كيف يراك الآخرون؟

الاجابه هى تجربة غريبة من علم النفس الاجتماعي!
♦من أغرب ما اكتشفه علم النفس الاجتماعي أنّ الإنسان لا يرى نفسه كما يراه الناس، ولا يراه الناس كما يتوقّع هو أن يُرى. فبين صورة الذات في الذهن، وصورتها في أعين الآخرين، مسافةٌ لا تُقاس، لكنها تصنع فارقاً هائلاً في طريقة عيشنا وتفاعلنا.
♦في إحدى التجارب، طُلب من مجموعة من الأشخاص أن يصفوا أنفسهم بصدقٍ تام، ثمّ وُصفوا من قِبل أناسٍ يعرفونهم. النتيجة كانت صادمة: معظم المشاركين لم يتطابق وصفهم لذواتهم مع الصورة التي رآها الآخرون فيهم، بل إنّ بعضهم بدوا في نظر غيرهم أرحم، أو أذكى، أو أكثر تواضعاً مما ظنّوا هم أنفسهم.
♦يبدو أن الإنسان يعيش بين صورتين: صورةٍ يصنعها بعقله عن ذاته، وصورةٍ يرسمها الآخرون له من خلال أفعاله ونبراته ونظراته الصغيرة التي لا ينتبه إليها.
وفي الغالب، ليست أيٌّ منهما كاملة؛ الأولى تميل إلى المبالغة، والثانية تتأثر بالزاوية التي يُنظر منها.
♦العقل البشري مبرمج على ما يُعرف بـ “التحيّز الذاتي”، وهو ميلٌ طبيعيّ إلى تضخيم حسناته أو جلد ذاته المفرط عند الخطأ. وكأنّ كل إنسان يحمل مرآةً خاصة لا تُريه صورته الحقيقية، بل انعكاساً مشوَّهاً بدرجاتٍ من المبالغة أو القسوة.
♦ومع ذلك، يبقى في داخل الإنسان شعورٌ خفيّ بأن هناك من يراه على وجهه الحقيقي، لا كما يراه الناس ولا كما يرى نفسه. ♦شعورٌ بالانكشاف الكامل أمام عينٍ لا تخطئ،
عينٍ لا تحكم بالمظاهر ولا تغيب عنها السرائر.
🟩 من هنا يتعلّم المرء أن المعيار الأصدق ليس ما يظنه في نفسه، ولا ما يقوله الناس عنه، بل ما يعلمه في قرارة قلبه عن نواياه وسعيه.
فالصورة الحقيقية لا تُلتقط بالعين، بل تُنقش في الضمير.
واسال الله ان يجعل يومكم مشرق وانتم فى كامل الصحه وموفور العافيه ودمتم سالمين ودمتم بحفظ الله ورعايته
تغطية موقع جريدة الوطن اليوم الدولي.

