المال والبنون زينة الحياة الدنيا.

المال والبنون زينة الحياة الدنيا.
قال الله تعالى في كتابه الكريم:
﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾ [الكهف: 46].
يُبيّن الله عز وجل في هذه الآية حقيقة عظيمة؛ أن المال والبنين من أعظم ما يتزين به الإنسان في حياته الدنيا، فهما مصدر قوة وسند، ووسيلة يعيش بها الإنسان مطمئنًا بين الناس. ولكن هذه الزينة زائلة، والإنسان مهما ملك من أموال أو رُزق من أبناء، فلن ينفعه ذلك يوم يقف بين يدي الله إلا ما قدّم من عمل صالح.
المال نعمة واختبار
المال رزق من الله، جعله أمانة في يد العبد، ليختبره: هل يشكر فيصرفه في الطاعات والبر، أم يبخل ويتكبر؟ فقد قال تعالى: ﴿وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ﴾ [الحديد: 7]. فالمال ليس ملكًا مطلقًا للإنسان، بل هو عارية وامتحان.
البنون قرة عين ومسؤولية
الأبناء زينة وقرة عين للوالدين، وهم امتداد للذكر في الدنيا، لكنهم أيضًا أمانة ومسؤولية جسيمة، قال النبي ﷺ: “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته”، فيُسأل الأب عن تربية أبنائه على الدين والخلق، وهل جعلهم عونًا على الطاعة أم أهمل تربيتهم؟
الباقيات الصالحات هي الباقية
مع كل قيمة المال ونعمة البنين، تبقى الأعمال الصالحة أعظم وأبقى. فهي التي تنفع العبد يوم القيامة، حين لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. والباقيات الصالحات تشمل كل عمل يُرضي الله من صلاة وذكر وصدقة وبر وإحسان.
المال والبنون زينة يجب أن يشكر العبد ربه عليها، وأمانة يُحاسَب على حسن رعايتها. فليجعل المؤمن ماله وسيلة للخير، وأبناءه عونًا على الطاعة، وليتذكر أن ما يبقى له بعد رحيله هو عمله الصالح الذي يرفع درجته عند الله تعالى.
تغطية موقع جريدة الوطن اليوم الدولي.