إدارة الخلاف الأسري .

إدارة الخلاف الأسري .
اداره الخلاف الأسرى تعني التعامل مع الصراعات والخلافات داخل الأسرة بطريقة عقلانية وبناءة لتقليل آثارها السلبية وزيادة النتائج الإيجابية، ويتضمن ذلك تحسين مهارات التواصل مثل الاستماع والتعبير البنّاء، وتحديد وقت ومكان مناسب للنقاش، وتجنب الانفعالات، والتركيز على إيجاد الحلول بدلاً من المشاكل، بالإضافة إلى طلب المساعدة من مختصين إذا لزم الأمر.
“الصوت الهادئ يصنع بيتًا سعيدًا” اما الصراخ وارتفاع الأصوات في النقاشات العائلية لا يمر مرور الكرام، بل يترك أثرًا عميقًا قد لا يُمحى بسهولة. فالكلمات الحادة التي تُقال تحت ضغط الغضب، تبقى عالقة في القلوب، وتصنع فجوات يصعب ردمها. حين تتحول الجلسات العائلية إلى ساحة صراع، يفقد البيت جوّه الدافئ، ويغدو مكانًا يهرب منه أفراده بدل أن يلجأوا إليه.
البيوت التي يعلو فيها الصراخ يعتاد أطفالها الخوف والتوتر، وتتشوه لديهم صورة الحوار السليم، فيكبرون وهم يظنون أن النقاش لا يكون إلا بالصوت العالي، وأن فرض الرأي لا يتحقق إلا بالغضب. أما البيوت التي يسودها الهدوء، فتجد فيها الاحترام لغة مشتركة، والحوار وسيلة للتفاهم، والاختلاف فرصة للتقارب لا للعداوة.
البيت السعيد لا يعني غياب الخلافات، بل حسن إدارتها. ففي كل بيت آراء مختلفة، ومواقف قد تحتدم، لكن الفارق هو الأسلوب: كلمة مهذبة، نبرة هادئة، واستماع متبادل. تلك التفاصيل الصغيرة هي التي تزرع الطمأنينة وتجعل من البيت جنة حقيقية.
فالهدوء ليس ضعفًا، بل قوة تضبط الانفعال وتمنح صاحبه حكمة في الرد. وإذا أردنا بيوتًا عامرة بالمودة، علينا أن نتعلم كيف نصغي أكثر مما نتكلم، وكيف نقول الكلمة الطيبة في أصعب اللحظات، لأن الصوت الهادئ وحده كفيل بأن يطفئ نار الخلاف قبل أن تلتهم القلوب.
واسعد الله ايامكم وصبحكم الله بكل خير ودمتم بحفظ الله ورعايته،
منقول
تغطية موقع جريدة الوطن اليوم الدولي