من طباعك تبدأ أحكامك على الآخرين.

من طباعك تبدأ أحكامك على الآخرين.
♦يقال قديمًا: “كلٌ يرى الناس بعين طبعه”، وكم يحمل هذا القول من حقيقة تتجلى يوميًا أمامنا، في المواقف، وفي النظرات، وحتى في الأحكام المتسرعة التي يُطلقها البعض على الآخرين.
♦الشخص الحريص، على سبيل المثال، لا يرى في الناس إلا صورة تُشبهه، يضع في ذهنه سيناريوهات الحذر والتوجس، يبالغ في التحليل والتدقيق وكأن العالم بأسره خُلق ليوقعه في الفخ، بينما هو في الحقيقة يُعبّر عن طبيعته الداخلية قبل أن يحكم على الآخرين. أما من يحمل في داخله مشاعر غير نقية، يعيش محاصرًا بالشكوك، يظن أن القلوب جميعها مشوهة مثل ما يعانيه داخليًا، يرى في النجاحات تهديدًا، وفي الابتسامات نوايا خفية، وفي إنجازات الآخرين مؤامرات لا تنتهي.
♦وفي المقابل، من يحمل قلبًا نقيًا، يرى الجميع بعيون متفائلة، يُحسن الظن، ويمنح الآخرين فرصة ليُثبتوا جوهرهم، لأنه ببساطة يرى الحياة من خلال مرآة نفسه المطمئنة.
♦المشكلة ليست في الناس، بل في العدسة التي نُحاكمهم من خلالها، فكما أن الماء الصافي يُشوهه زجاج متسخ، كذلك طباعنا الداخلية تُشوه تصوراتنا للآخرين. ومن ظن أن الناس سيئون جميعهم، فهو في الغالب يعيش صراعًا داخليًا لم يُواجهه بعد.
♦لذلك، حين تسمع أحدهم يُطلق أحكامه القاطعة على البشر، دعه يُكمل، ستعرف عنه أكثر مما يقول، فحديثه عن الآخرين غالبًا مرآة لما يخبئه داخله… فلا عجب أن نرى العالم كما نحن، لا كما هو!
واسعد الله ايامكم وصبحكم الله بكل خير ودمتم بحفظ الله ورعايته
منقول
تغطية موقع جريدة الوطن اليوم الدولي