“من الصعيد إلى قيادة الحركة النسائية: قصة هدى شعراوي”.

 “من الصعيد إلى قيادة الحركة النسائية: قصة هدى شعراوي”.

كتبت /ياسمين علي 

هدى شعراوي.. رائدة النهضة النسائية في مصر

هدى شعراوي (1879 – 1947) واحدة من أبرز الرموز النسائية في التاريخ المصري الحديث، ورائدة من رائدات حركة تحرير المرأة في العالم العربي. لم يكن نضالها مقتصرًا على الحقوق السياسية والاجتماعية للنساء فقط، بل كان امتدادًا لحركة التنوير والاستقلال الوطني.

النشأة والتكوين

وُلدت نور الهدى محمد سلطان في مدينة المنيا بصعيد مصر لعائلة أرستقراطية ذات نفوذ سياسي، وكان والدها محمد سلطان باشا من الشخصيات البارزة في عهد الخديوي إسماعيل. تلقت تعليمًا راقيًا في منزل الأسرة، وتعلمت اللغات الفرنسية والتركية، ودرست الأدب والموسيقى، ما أتاح لها الاطلاع على الثقافة الغربية مبكرًا.

حياتها الاجتماعية وبدايات التمرد

تزوجت في سن صغيرة من ابن عمتها علي شعراوي باشا، رغم معارضتها لفكرة الزواج المبكر، ولكنها فرضت شروطها لاستكمال الدراسة والأنشطة الثقافية، مما شكل أول بوادر شخصيتها المستقلة.

نضالها النسوي

أسست هدى شعراوي أول اتحاد نسائي مصري عام 1923، وسعت من خلاله إلى تمكين المرأة في مجالات التعليم والعمل والمشاركة السياسية. في العام نفسه، قامت بموقف رمزي شهير عند عودتها من مؤتمر نسائي دولي في روما، حين خلعت النقاب علنًا في محطة القطار بالقاهرة، ما أثار ضجة كبيرة وفتح باب النقاش حول حرية المرأة وحقوقها.

الأنشطة السياسية

لم تنفصل قضية المرأة في فكر هدى شعراوي عن قضايا الوطن، فشاركت في ثورة 1919 وساندت الحركة الوطنية ضد الاحتلال البريطاني. أسست لجنة السيدات الوفديات، وشاركت في التوعية السياسية وتنظيم المظاهرات النسائية، إيمانًا منها بأن حرية الوطن لا تنفصل عن حرية المرأة.

أعمالها ومؤلفاتها

كتبت هدى شعراوي مذكراتها التي نُشرت بعد وفاتها، وهي وثيقة نادرة تكشف عن ملامح التحولات الفكرية والاجتماعية في مصر خلال النصف الأول من القرن العشرين. كما ساهمت في إصدار مجلات نسائية تهدف إلى تثقيف النساء وتوعيتهن بحقوقهن.

إرثها وتأثيرها

رحلت هدى شعراوي عام 1947، بعد حياة حافلة بالنضال والعطاء. لا تزال تُذكر حتى اليوم كرمز لتحرر المرأة العربية، وإحدى أبرز المدافعات عن المساواة والعدالة الاجتماعية. ومهما تعددت الأجيال، يبقى اسمها محفورًا في ذاكرة التاريخ كمنارة للوعي النسوي والتقدمي.

تغطية موقع جريدة الوطن اليوم الدولي.

اظهر المزيد