هل على المرأة أن تنفق من مالها؟ بين الشرع والواقع ؟

هل على المرأة أن تنفق من مالها؟ بين الشرع والواقع.
كتبت ياسمين علي.
في زمن أصبحت فيه المرأة شريكًا حقيقيًا في بناء الأسرة والمجتمع، تتردد كثيرًا عبارة: “الست لازم تشارك في مصاريف البيت!” — لكن هل هذا واجب شرعي؟ أم مجرد عرف اجتماعي فرضه الواقع الاقتصادي؟
💫 الشرع قال كلمته بوضوح
الإسلام كان عادلًا وواضحًا في هذه المسألة: النفقة مسؤولية الرجل وحده، لا تُشاركُه فيها المرأة إلا برضاها واختيارها.
قال الله تعالى:
> “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ… وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ”
(سورة النساء: 34)
وفي الحديث الشريف، قال النبي ﷺ:
> “ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف”
أي أن من واجبات الرجل تأمين احتياجات زوجته وأسرته من مأكل وملبس ومسكن وعلاج، حتى وإن كانت زوجته أغنى منه.
💰 مال المرأة حق خالص لها
من أعظم ما حفظه الإسلام للمرأة هو استقلالها المالي؛ فلها ذمة مالية منفصلة تمامًا، تبيع وتشتري وتملك وتنفق كما تشاء دون إذن أحد.
وإذا أنفقت من مالها على بيتها أو زوجها أو أولادها، فهي غير ملزمة، لكن لها ثواب عظيم على هذا العطاء الطوعي.
قال النبي ﷺ:
> “إذا أنفقت المرأة من بيت زوجها غير مفسدة، كان لها أجرها وله مثله”
تخيلي أن كل جنيه تُخرجينه بحب ورضا هو صدقة تُكتب لكِ في ميزان حسناتك ❤️
مشاركة طوعية لا إلزامية
ا شك أن كثيرًا من الزوجات اليوم يشاركن في مصروفات المنزل، أحيانًا بدافع الحب، وأحيانًا بسبب ضغوط الحياة. وهذا أمر محمود ومُقدر طالما كان عن رضا وتفاهم، وليس لأن أحدًا فرضه عليهن أو اعتبره واجبًا.
فالمرأة التي تمد يد العون لزوجها لا تفعل ذلك لأنها مجبرة، بل لأنها شريكة حياة حقيقية تدرك معنى المودة والرحمة التي جعلها الله أساس الزواج.
🌷 خلاصة القول
الإسلام أعفى المرأة من النفقة وجعلها مسئولية الرجل.
للمرأة أن تُنفق بإرادتها طلبًا للأجر والمودة، لا خوفًا أو إلزامًا.
النية هي الفارق بين ما هو عبء اجتماعي وما هو صدقة طيبة تُبارك البيت.
فالنفقة ليست مجرد أموال تُدفع، بل لغة حب وتقدير، وإذا اجتمعت فيها النية الطيبة من الطرفين، تحولت الحياة الزوجية إلى شراكة تُبنى على الرحمة لا الحسابات المادية.
تغطية موقع جريدة الوطن اليوم الدولي .