
الرحمة بالحيوان.. إنسانية تُقاس بضمير لا كلمات
كتبت : ياسمين علي
الرحمة بالحيوان ليست مجرد شعور عابر أو تصرّف عفوي، بل هي انعكاس مباشر لإنسانيتنا، وميزان حقيقي لرقي المجتمعات. فالمجتمع الذي يرحم الضعيف ويحمي الكائنات الأضعف، هو مجتمع يستحق أن يُوصف بالتحضّر والرُقي.
لقد أوصت كل الشرائع السماوية، وفي مقدمتها الإسلام، بالرفق بالحيوان. فقد قال رسول الله ﷺ:
> “في كل كبدٍ رطبةٍ أجر”.
وفي قصة المرأة التي دخلت النار في هرة حبستها، والرجل الذي غفر الله له لسقيه كلبًا عطشانًا، يتجلى عمق هذا المفهوم الأخلاقي العظيم.
الحيوان، مثل الإنسان، يشعر بالألم والخوف والجوع والبرد، وإن لم ينطق. كم من كلب مشرّد ينتظر شفقة، وكم من قطة تبحث عن دفء، وكم من حصان أو حمار يُجلد في الشوارع رغم تعبه وانهاكه!
والرحمة لا تقتصر على تقديم الطعام والماء فقط، بل تشمل حسن المعاملة، وعدم الإيذاء، وتوفير بيئة آمنة للحيوانات في الشوارع والمزارع والمنازل. حتى في حال استخدامها في العمل، يجب أن تُراعى قدراتها وحدود طاقتها.
ومن المؤسف أن نرى في بعض المجتمعات مشاهد عنف وتعذيب للحيوانات تُبرر على أنها لهو أو عادة أو حتى “تنفيس عن الغضب”. لكن الحقيقة أن هذه الأفعال تكشف عن خواء أخلاقي يحتاج إلى علاج وتوعية.
إن الرحمة بالحيوان تعلمنا الرقة، وتعلّم أطفالنا أن القوة ليست في البطش، بل في العطف. وهي طريق من طرق الرحمة التي إذا سلكناها، رحمنا الله بها في الدنيا والآخرة.
فلنكن ألسنةً تنطق بحقوق الحيوان، وأيدٍ تمتد بالخير، وقلوبًا تنبض بالرحمة لكل كائن حي.
تغطية موقع جريدة الوطن اليوم الدولي .