“نصف المحاولة لا تكفي”

“نصف المحاولة لا تكفي”
♦في الحياة، تتباين النفوس كما تتباين الهمم. هناك من يكتفي بالدوران حول الشيء، يتأمله من بعيد، يقترب قليلًا ثم يتراجع، يخشى أن يُجرَّب فيُخذل، أو أن يسعى فيُرهق، فيبقى حبيس “لو” و”ربما” و”تمنيت”.
♦وهناك من يتحمس، يندفع، يقترب بسرعة، لكنه ما إن يواجه أول عثرة، أو يشعر أن الطريق قد طال، يتراجع ويترك كل شيء خلفه. يرى التحديات إشارات للانسحاب، لا محطات للعبور. يظن أن الرغبة وحدها تكفي، فإن تأخرت النتيجة أو صعُبت الوسيلة، استسلم.
♦أما الفئة النادرة، فهم أولئك الذين إذا أرادوا شيئًا، سعوا له بكل ما أوتوا من عزيمة. لا يكتفون بالمحاولة، بل يصرّون. وإن فشلوا، يعيدون الكرّة. وإن سُدّت الأبواب، بحثوا عن النوافذ. وإن لم تكن هناك نوافذ، صنعوها. لا يعرفون الاستسلام، بل يؤمنون أن من حق كل فكرة أن تُحترم، ومن واجب كل حلم أن يُلاحق حتى النهاية. هؤلاء، إن لم يحصلوا على ما يريدون، ذبلوا. لا لأن الحياة لا تعني لهم شيئًا بدونه، بل لأنهم لا يعرفون كيف يعيشون بنصف حلم، أو بقلب ناقص الشغف.
♦الحياة لا تعطيك ما تستحقه بالضرورة، بل ما تسعى له بحق. كل أمر في هذه الدنيا له ثمن، والثمن هو: أن تُعطيه حقه من التعب، من الوقت، من العزيمة، من الانتظار، من الإصرار. فإن لم تكن مستعدًا لدفع الثمن، فلا تلُم الحياة إن منعتك. قال تعالى.( وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى )
♦اختر أي فئة ستكون منها!
واسعد الله ايامكم وصبحكم الله بكل خير ودمتم بحفظ الله ورعايته
منقول
تغطية موقع جريدة الوطن اليوم الدولي