الحرب في غزة.. تصريحات أمريكية مشروطة بالحل العسكري أو الدبلوماسي.

الحرب في غزة.. تصريحات أمريكية مشروطة بالحل العسكري أو الدبلوماسي.
وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو
أثار وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو جدلاً واسعًا بعد تصريحاته حول الحرب الدائرة في قطاع غزة، حيث أكد أن إنهاء الحرب لن يتم إلا عبر الإفراج عن جميع المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية ونزع سلاح حركة حماس. وأوضح أن واشنطن تفضل الحلول الدبلوماسية، لكنها لن تتردد في دعم خيار عسكري إذا فشلت المساعي السياسية.
شروط قاسية لإنهاء الحرب
تصريحات روبيو تكشف عن موقف أمريكي واضح، يربط بين أي تهدئة ميدانية وبين شروط سياسية وأمنية صارمة، ما يجعل فرص وقف إطلاق النار بشكل عاجل أكثر تعقيدًا. إذ يرى مراقبون أن هذه المطالب قد تُفسَّر كإعادة إنتاج لشروط إسرائيلية قديمة، تهدف عمليًا إلى إضعاف المقاومة الفلسطينية وإحداث تغييرات جوهرية في معادلة الصراع.
تداعيات إنسانية خطيرة
يأتي هذا الموقف في وقت تشهد فيه غزة تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا غير مسبوق، أسفر منذ فجر اليوم عن استشهاد أكثر من 62 فلسطينيًا، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية. كما طالت الغارات مناطق في جنوب لبنان، حيث أعلنت وزارة الصحة اللبنانية إصابة 8 مدنيين جراء قصف إسرائيلي على منطقة كسار زعتر.
هذا التصعيد يفاقم الوضع الإنساني، وسط تحذيرات أممية من انهيار الخدمات الصحية والإغاثية في القطاع بسبب الحصار المستمر.
موقف عربي رافض
على الجانب الآخر، جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته في القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة، رفض مصر القاطع لأي محاولات تهجير للفلسطينيين من غزة، مشددًا على أن الحل يبدأ من وقف فوري لإطلاق النار وفتح مسار سياسي جاد يقود إلى حل الدولتين.
بين الضغوط الدولية والحلول الإقليمية
تتباين المواقف الدولية والإقليمية بشأن مسار الحرب. ففي حين تصر الولايات المتحدة على ربط وقفها بشروط أمنية، تتحرك دول عربية وأوروبية باتجاه الضغط لوقف إطلاق النار فورًا وتجنب تفجر أزمة نزوح جماعي قد تمتد إلى دول الجوار وأوروبا.
تصريحات وزير الخارجية الأمريكي قد تعكس توجهًا أمريكيًا لدعم إسرائيل سياسيًا وعسكريًا، لكنها في الوقت نفسه تضع واشنطن أمام اختبار صعب: هل ستظل تدعم مسار الحرب المفتوحة، أم ستنخرط بجدية في مسار سياسي يحقق تهدئة حقيقية ويخفف المعاناة الإنسانية؟
تغطية موقع جريدة الوطن اليوم الدولي.