الطفل الغزّي الذي قال “أنا جعان”.. واستشهد قبل أن يشبع.

الطفل الغزّي الذي قال “أنا جعان”.. واستشهد قبل أن يشبع.

كتبت الاستاذة الصحفية /حنان جنيدي.
في واحدة من أبشع صور المأساة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة تحت وطأة الحرب والحصار، رحل الطفل الغزّي” عبد الله ” الذي هزّت جملته البسيطة ضمير العالم حين قال: “أنا جعان”، ليلتحق بركب الشهداء تاركًا خلفه قصة تختصر وجع الطفولة في زمن الموت والجوع.
الطفل لم يكن يطلب سوى حقه الطبيعي في الغذاء، في الحياة، في أن يحيا كبقية أطفال العالم، لكن القصف المستمر ونقص المساعدات وغياب الغذاء والدواء كان أسرع من أحلامه الصغيرة. استشهد الطفل الجائع، تاركًا رسالته المؤلمة في قلب كل من سمع صوته أو شاهد صورته.
قصة هذا الطفل لم تعد مجرد حادثة فردية، بل أصبحت رمزًا لمعاناة آلاف الأطفال في غزة الذين يواجهون الحصار بالقهر والجوع والخوف. منظمة اليونيسف كانت قد حذّرت من خطر المجاعة الذي يهدد أرواح مئات الآلاف من الأطفال، لكن مأساة “أنا جعان” تجسّدت بصورة دامية وسريعة.
اليوم، يودّع الفلسطينيون طفلًا آخر من أبنائهم، لكن كلماته ستبقى شاهدًا على جريمة صمت العالم، وعلى مأساة جيل كامل يواجه الموت بلا طعام ولا دواء ولا مأوى.
“أنا جعان”.. لم تكن مجرد عبارة قالها طفل صغير، بل صرخة لكل الضمائر، ونداء يفضح عجز الإنسانية عن حماية أضعف حلقاتها.
تغطية موقع جريدة الوطن اليوم الدولي.

