المتحف المصري الكبير.. مصر تفتح أبواب التاريخ غدًا نحو مستقبل من الضوء والحضارة.

المتحف المصري الكبير.. مصر تفتح أبواب التاريخ غدًا نحو مستقبل من الضوء والحضارة.

كتبت الأستاذة الصحفية/حنان جنيدي.
تستعد مصر غدًا لافتتاح المتحف المصري الكبير، أكبر صرح حضاري وثقافي في العالم مخصص لحضارة واحدة، في حدث عالمي يُجسد رحلة دولة أعادت اكتشاف تاريخها لتقدمه للعالم برؤية حديثة تُواكب المستقبل.
يُقام المتحف على مساحة 500 ألف متر مربع عند سفح أهرامات الجيزة، ليكون بوابة بين الماضي والمستقبل، ومركزًا عالميًا يروي قصة الحضارة المصرية الممتدة عبر آلاف السنين.
صرح يليق بعظمة مصر القديمة
يضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل مختلف مراحل التاريخ المصري، من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر اليوناني الروماني، من بينها كنوز الملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة بالكامل في مكان واحد، بعد ترميمها وفق أحدث المعايير العالمية.
كما يتميز المتحف بتصميم معماري مبهر من إبداع المكتب الأيرلندي “هينيجان بينج”، يجمع بين روح الأهرامات القديمة والطابع العصري الحديث، ويعتمد على الإضاءة الطبيعية التي تُبرز جمال القطع الأثرية وتضفي عليها بعدًا دراميًا ساحرًا.
دفعة قوية للاقتصاد والسياحة
لا يقتصر افتتاح المتحف على كونه حدثًا ثقافيًا فريدًا، بل يمثل محركًا اقتصاديًا وسياحيًا ضخمًا.
فالمتحف المصري الكبير يُتوقع أن يجذب ملايين الزوار سنويًا، مما ينعكس على زيادة الإيرادات السياحية ودعم موارد الدولة من النقد الأجنبي، إلى جانب خلق فرص عمل جديدة في قطاعات السياحة والخدمات والاستثمار.
ويُعد المشروع أحد أبرز معالم رؤية الدولة المصرية نحو الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة، إذ أُقيم وفق معايير بيئية حديثة تراعي كفاءة استهلاك الطاقة واستخدام المساحات الخضراء، في انسجام مع رؤية مصر 2030.
رسالة حضارية إلى العالم
يمثل افتتاح المتحف المصري الكبير رسالة من مصر إلى العالم مفادها أن الحضارة المصرية ليست فقط ماضيًا يُروى، بل حاضرًا يُبنى ومستقبلًا يُشرق.
فالمتحف يعيد إلى الأذهان دور مصر التاريخي كمنارة للثقافة والعلم والفن، ويعزز من القوة الناعمة المصرية التي باتت اليوم أحد أعمدة الحضور الإقليمي والدولي للبلاد.
مصر.. حيث يلتقي الماضي بالمستقبل
غدًا، ومع لحظة قصّ الشريط الرسمي لافتتاح المتحف، تبدأ صفحة جديدة في سجل التاريخ المصري — صفحة تُعيد تعريف العلاقة بين الإنسان وحضارته، وتُبرهن أن مصر لا تزال قادرة على أن تُدهش العالم، كما فعلت منذ آلاف السنين.
فالمتحف المصري الكبير ليس مجرد وجهة سياحية جديدة، بل رمزٌ لعظمةٍ تتجدد، ورسالة أملٍ بأن الحضارة التي أشرقت من ضفاف النيل قادرة دائمًا على الإبداع من جديد.
تغطية موقع جريدة الوطن اليوم الدولي.
 
				


