الأمانة.. خُلق الإسلام العظيم وأساس صلاح المجتمع.

الأمانة.. خُلق الإسلام العظيم وأساس صلاح المجتمع

الأمانة من أعظم الأخلاق التي جاء الإسلام ليؤكد عليها، فهي ليست مجرد صفة محمودة، بل عبادة وعهد ومسؤولية. وقد جعلها الله تعالى من صفات المؤمنين، بل وقرنها بالإيمان، فقال سبحانه:
> “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا”
(النساء: 58)
الأمانة في حياة النبي ﷺ
كان النبي محمد ﷺ أعظم الناس أمانة، حتى قبل البعثة، لُقّب في مكة بـ**”الصادق الأمين”**، وكانت قريش تضع ودائعها وأموالها عنده، لما عُرف عنه من حفظ الأمانة وعدم خيانة العهد. وبعد البعثة، ظل يُوصي بها، ويُربّي أصحابه عليها، وجعلها مقياسًا للإيمان، فقال:
> “لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له”
(رواه أحمد)
صور الأمانة في الإسلام
الأمانة في الإسلام شاملة لكل مناحي الحياة، ومنها:
أمانة الكلمة: أن تقول الحق ولا تكذب أو تغش.
أمانة المال: أن تحفظ المال العام والخاص، ولا تخونه أو تضيّعه.
أمانة العمل: أن تؤدي وظيفتك أو مهنتك بإخلاص دون تهاون أو تضييع.
أمانة السر: أن تحفظ الأسرار ولا تفشيها.
أمانة المسؤولية: في كل منصب أو مكان، فكل مسؤول راعٍ ومسؤول عن رعيته.
خيانة الأمانة.. خطر في الدنيا والآخرة
بيّن النبي ﷺ أن خيانة الأمانة علامة من علامات النفاق، فقال:
> “آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان”
(متفق عليه)
وهي من الكبائر التي توجب غضب الله، وتُعرض صاحبها للفشل والفضيحة في الدنيا، والعذاب في الآخرة، قال تعالى:
> “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ”
(الأنفال: 27)
الأمانة ليست فقط ما يُودَع في يدك من مال أو متاع، بل هي في كل ما استُؤمنت عليه من قول أو فعل أو عهد. فالمجتمعات لا تنهض إلا بالأمانة، ولا يُحفظ الأمن ولا تُصان الحقوق إلا بها.
فلنُربّي أنفسنا وأبناءنا على هذه القيمة العظيمة، ولنتذكّر أن المؤمن الحق هو من إذا اؤتمن لم يخن، وإذا وُكّل لم يخدع، وإذا وعد وفى.
تغطية موقع جريدة الوطن اليوم الدولي .


