٥ حقائق سيكولوجية قد تغير نظرتك عن نفسك 😇

في السنوات الأخيرة، كشفت الدراسات في علم النفس الكثير من الحقائق المثيرة عن النفس البشرية التي تتجاوز فهمنا التقليدي. كان يُعتقد قديماً أن علم النفس والفلسفة يسيران جنباً إلى جنب، لكن في سبعينيات القرن التاسع عشر، بدأ كل منهما يأخذ مجراه المستقل، مما أتاح لهما استكشاف النفس البشرية بشكل أعمق.

في مقال اليوم، سنستعرض بعض الأنماط النفسية التي قد تلاحظها في نفسك والآخرين، مثل سبب اعتقادك أن مذاق الطعام يكون أفضل عندما يُحضّره شخص معين، أو سبب رؤيتك لأشياء مألوفة في أشياء غير حية، كأن ترى وجوه بشرية في الغيوم. 

ستساعدنا هذه الأمثلة في فهم كيفية تأثير التجارب الشخصية والمعتقدات على إدراكنا وتفسيرنا للعالم من حولنا.

١)أظهرت سلسلة من التجارب التي أجرتها جامعة بنسلفانيا أن التفكير في خطة احتياطية قبل بدء مهمة معينة قد يؤثر سلبًا على الأداء. وجدت الدراسات أن المتطوعين الذين كانوا يفكرون في خطط بديلة أبدوا أداءً أسوأ مقارنةً بالذين لم يفكروا في أي خيارات أخرى. كما تبين أن وجود خيارات بديلة يقلل من دافع الأفراد للنجاح، في حين أن الحفاظ على تركيزك على الحاضر قد يسهم في تحقيق نتائج أفضل.

٢)من ناحية أخرى، يمكن أن يكون الخوف مصدرًا للسعادة في بعض الحالات. على سبيل المثال، عند مشاهدة فيلم مخيف أو تجربة ألعاب هوائية في مدينة الملاهي، يفرز دماغك كميات من الأدرينالين بالإضافة إلى الإندورفين والدوبامين، وهي هرمونات تعزز الشعور بالسعادة.

صحيح أنك قد تشعر بالخوف أثناء مشاهدة فيلم مرعب أو تجربة ألعاب هوائية، لكن عقلك يدرك أنك في أمان، مما يؤدي إلى إفراز هرمونات مثل الأدرينالين والإندورفين والدوبامين بمستويات متوازنة. هذه الهرمونات تعزز الشعور بالإثارة والسعادة، مما يجعل تجربة الخوف ممتعة.

٣)من ناحية أخرى، يُعتبر التثاؤب وسيلة تواصل اجتماعي. تشير الأبحاث إلى أن التثاؤب قد يكون معديًا ويعكس حالة من التواصل العاطفي بين الأفراد. عندما يرى شخص ما شخصًا آخر يتثاءب، قد يشعر بالحاجة إلى التثاؤب أيضًا. هذه الظاهرة تعزز الروابط الاجتماعية وتعكس قدرة الإنسان على التعاطف ومشاركة المشاعر مع الآخرين.

لا يزال السبب وراء التثاؤب بحد ذاته غامضًا، وكذلك السبب في كونه معديًا. مع ذلك، يعتقد بعض العلماء أن التثاؤب قد يكون وسيلة لزيادة الترابط والتواصل بين الأفراد، سواء في الحيوانات أو البشر. قد يكون هذا التفسير غير بديهي في العصر الحديث، لكنه ربما كان وسيلة تواصل فعالة في العصور القديمة عندما لم يكن البشر يمتلكون لغات محكية واضحة.

٤)في دراسة أخرى أجرتها جامعة بنسلفانيا، وجد الباحثون أن البشر يميلون إلى التأثر بمأساة فرد واحد أكثر من التأثر بمأساة مجموعة كبيرة. عرضت الدراسة حالة فتاة صغيرة تعاني من الجوع حتى الموت لمجموعة، بينما عرضت لمجموعة أخرى إحصائيات حول ملايين الأشخاص الذين يموتون من الجوع. كما عُرضت لمجموعة ثالثة كلا الحالتين معًا. أظهرت النتائج أن الناس كانوا أكثر تأثرًا بالقصة الفردية مقارنةً بالإحصائيات العامة، مما يبرز كيفية تأثير السرد الشخصي على الاستجابة العاطفية.

٥)قد يكون مذاق الطعام أفضل عندما يُعدّه شخص آخر، حتى وإن كانت المكونات هي نفسها التي تستخدمها في المنزل. السبب في ذلك يعود إلى التجربة الذاتية المرتبطة بإعداد الطعام. عندما تقوم بتحضير وجبة لنفسك، يتطلب ذلك وقتًا وجهدًا، مما قد يقلل من شهوتك للطعام ويقلل من استمتاعك به عند تناوله. في المقابل، عندما يأتي الطعام من مصدر آخر، مثل مطعم أو شخص آخر، تكون تجربة تناول الطعام أكثر استرخاءً وامتاعًا، مما يعزز شعورك بمذاق الطعام.

تغطية موقع جريدة الوطن اليوم الدولي 

ياسمين علي 

اظهر المزيد