كيف تؤذي غيرك وتنام قرير العين؟

كيف تؤذي غيرك وتنام قرير العين؟

 سؤال يبدو بسيطًا ، لكنه كفيل بإشعال الحريق في ضمير صاحبه ، إن كان للضمير بقايا..

أن تؤذي شخصًا أيًا كان شكل الأذى ، كلمة جارحة ، خيانة خفية ، تهميش متعمد ، تجاهل موجع ، استغلال مادي أو عاطفي ، كذب بابتسامة صادقة ، ثم تضع رأسك على الوسادة وتغفو وكأنك لم تهز قلبًا ، ولم تهدم ثقة ، ولم تطفئ نورًا كان يُضيء لأحدهم العالم..

هذا ليس هدوء ضمير ، بل موت إنساني بطيء..

ليس النائم قرير العين ، بل ميت الإحساس..

ليس الهادئ من في وسادته راحة ، بل من في قلبه صدق..

فمن أين أتى هؤلاء القادرون على إيذاء الأرواح ثم الإبتسام للعالم؟ 

من أين اكتسبوا القدرة على دفن الندم تحت الوسادة؟

هل يمرون بجانب من كسروه دون أن تشعر أرواحهم بالإرتعاش؟

هل يلقون التحية على من أوجعوه دون أن يرمش لهم جفن؟

هل يبررون لأنفسهم : “أنا فقط كنت صريحًا ، كنت واقعيًا ، كنت أدافع عن نفسي ، هو من يستحق”؟

هل صار الإنسان يجيد الحيلة مع ضميره إلى هذا الحد؟

الوجع ليس في الأذى فقط ، بل في هذا البارد الذي أذاك ومضى ، كأنك لم تكن..

المؤلم ألا تكون الأذية لحظة ضعف ، بل طبع متكرر ، خطة محسوبة ، ومنهج حياة..

أن تعتاد الأذى كما يعتاد البعض شرب القهوة صباحًا ، ثم تخرج على الناس بـ”أنا إنسان واضح” ، وكأن الوضوح رخصة للقسوة..

ولعل الأكثر قسوة أن من تؤذيه لا يرد ، لا يثور ، لا يفضحك..

هو فقط ينكسر في صمت ، وتظل أنت تعيش بلا حساب ، تنام بلا كوابيس ، تضحك دون انقباض..

لكن الأيام لا تنسى ، ولا القلوب تنسى..

وقد لا يعاقبك من أذيتَه ، لكنّ الحياة تفعل بطريقتها التي لا يفهمها إلا من جرب..

أولئك الذين ينامون قريري العين بعد أن يوجعوا غيرهم لا يفلتون من الحقيقة للأبد..

قد لا يبكون ، لكن سيبكيهم شيء يشبههم ذات يوم..

قد لا يعترفون ، لكن ستفعل الذاكرة ما لا يفعله القانون..

قد لا يندمون الآن ، لكن الزمن خبير في غرس الندم في أكثر القلوب تحجّرًا..

🟢 السؤال الحقيقي ليس كيف تؤذي غيرك وتنام ؟

بل ماذا تبقّى منك حتى استطعت أن تفعل ذلك؟

وهل ستنقذك يقظتك غدًا إن نامت إنسانيتك اليوم؟الاجابه مطلوبه منا جميعا وأسعد الله أيامكم وصبحكم الله بكل خير ودمتم بحفظ الله ورعايته

منقول 

تغطية موقع جريدة الوطن اليوم الدولي

اظهر المزيد