المواقع الالكترونية_928-90 (1)

الأمان ليس رفاهية، بل ضرورة لبناء شخصية متوازنة وقادرة على مواجهة الحياة.

المواقع الالكترونية_928-90 (1)

الأمان عند الأطفال: حجر الأساس في بناء الشخصية

كتبت : ياسمين علي

يُعدّ الشعور بالأمان النفسي من الحاجات الأساسية للطفل، تمامًا كالغذاء والهواء. فعندما يشعر الطفل بأنه مُحب، ومقبول، ومحمي، تتشكل لديه أرضية صلبة للنمو العاطفي والمعرفي والاجتماعي. أما غياب الأمان، فقد يؤدي إلى اضطرابات سلوكية ومشكلات نفسية قد تستمر حتى مرحلة البلوغ.

ما هو الأمان النفسي عند الأطفال؟

الأمان النفسي هو حالة داخلية يشعر فيها الطفل بأنه في بيئة مستقرة، يمكنه الوثوق بمن حوله، والتعبير عن مشاعره دون خوف أو تهديد. يشمل ذلك:

الأمان العاطفي: الإحساس بالحب والدعم والتقبل غير المشروط.

الأمان الجسدي: الشعور بأن جسده في مأمن من الأذى أو الاعتداء.

الأمان الاجتماعي: القدرة على التفاعل مع الآخرين دون خوف من التنمر أو العزلة.

الأمان الأسري: العيش في بيئة أسرية مستقرة، خالية من النزاعات العنيفة أو الانفصال المتكرر.

كيف يتكوّن شعور الأمان لدى الطفل؟

يتشكل شعور الأمان لدى الطفل عبر عدة عوامل، من أهمها:

1. العلاقة مع الوالدين أو مقدمي الرعاية

الطفل يتعلّق بمن يوفر له الرعاية باستمرار. هذا التعلق يُشبه “الحبل السري النفسي” الذي يُغذّي ثقة الطفل بنفسه وبالعالم من حوله.

2. الاستجابة لاحتياجات الطفل

حين يستجيب الأهل بسرعة وتعاطف لبكاء الطفل، أو لاحتياجاته العاطفية، يتعلم أن العالم مكان يمكن الوثوق به.

3. الروتين والحدود الواضحة

الروتين اليومي والحدود السليمة تساعد الطفل على التنبؤ بما سيحدث، مما يقلل من شعوره بالقلق أو الفوضى.

4. التواصل الإيجابي

الحديث مع الطفل بلغة تفهمه وتحترم مشاعره، دون تهديد أو استهزاء، يعزز من إحساسه بالأمان الداخلي.

مظاهر غياب الأمان عند الأطفال

عندما يغيب الأمان، قد تظهر على الطفل أعراض مثل:

القلق الدائم أو نوبات الخوف

صعوبات في النوم أو التبول اللاإرادي

سلوكيات عدوانية أو انسحابية

ضعف الثقة بالنفس

اضطرابات في العلاقات الاجتماعية

كيف نوفر الأمان النفسي للطفل؟

الاستماع الفعّال: اجعل الطفل يشعر أن صوته مسموع وأن مشاعره مُقدّرة.

الحماية دون إفراط: وفر له بيئة آمنة دون أن تمنعه من استكشاف العالم.

القدوة الحسنة: تصرف بهدوء واحترام، فالأطفال يتعلمون من خلال الملاحظة.

تجنب العنف: سواء كان جسديًا أو لفظيًا، فالعنف يهدم شعور الطفل بالأمان.

الاهتمام بالصحة النفسية: لا تتردد في استشارة اختصاصي نفسي إذا ظهرت مؤشرات للقلق أو الاضطراب

الأمان ليس رفاهية، بل ضرورة لبناء شخصية متوازنة وقادرة على مواجهة الحياة. كل تصرف صغير نفعله مع الطفل يترك أثرًا في داخله، فإما أن يبني فيه شعور الثقة، أو يرسّخ فيه الخوف والقلق. ولذا، فإن الأمان هو الهدية الأعظم التي يمكننا تقديمها لأطفالنا.

تغطية موقع جريدة الوطن اليوم الدولي .

اظهر المزيد