حتى لا تندم.. “لا تغضب” وصية نبوية للسلام النفسي سبق بها علم النفس.

حتى لا تندم.. “لا تغضب” وصية نبوية للسلام النفسي سبق بها علم النفس.

الغضب أصبح سمة بارزة في عصرنا السريع، لكنه كان محل اهتمام نبوي قبل مئات السنين، حيث قدّم النبي محمد صلى الله عليه وسلم علاجًا فعالًا لمواجهة هذه الانفعالات في كلمتين فقط: «لا تغضب».
ففي حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: “أوصِني”، فأجابه مرارًا: «لا تغضب» (رواه البخاري). وتعكس هاتان الكلمتان فلسفة ضبط النفس وأصل السعادة الحقيقية، إذ يعد الغضب أساس كثير من الشرور التي قد تهدم العلاقات وتفسد القرارات.
يوافق علم النفس الحديث هذه الرؤية النبوية، حيث تشير الدراسات إلى أن الغضب غير المسيطر عليه قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، ضعف المناعة، وتأثر القدرة على اتخاذ قرارات منطقية، وهو ما يُعرف بـ”اختطاف اللوزة الدماغية” (Amygdala hijack).
ويقدم الحديث النبوي خطوات عملية للتحكم بالغضب تشمل:
1. الاستعاذة بالله من الشيطان: “إذا غضب أحدكم فليسكت” (رواه أحمد).
2. تغيير الحالة الجسدية: الجلوس أو الاستلقاء لتخفيف الانفعال.
3. الوضوء: لإطفاء حرارة الغضب كما يُطفئ الماء النار.
4. التفكير قبل الرد: منح النفس ثوانٍ للتنفس والهدوء قبل أي كلمة أو تصرف.
الإسلام لا يمنع الإنسان من الغضب، بل يوجهه ليكون لله وللحق، بعيدًا عن المصلحة الذاتية، ما يجعل وصية «لا تغضب» أسلوب حياة متكامل للتوازن النفسي والاجتماعي.
تغطية موقع جريدة الوطن اليوم الدولي.


