السائق البطل خالد شوقي.. أنقذ العشرات من كارثة مروعة وضحّى بحياته.

السائق البطل خالد شوقي.. أنقذ العشرات من كارثة مروعة وضحّى بحياته
شهدت مدينة العاشر من رمضان واقعة بطولية نادرة، كان بطلها السائق خالد محمد شوقي عبدالعال، الذي ضحّى بحياته لإنقاذ أرواح المواطنين بعد اندلاع حريق مفاجئ في شاحنة وقود كان يقودها، ثالث أيام عيد الأضحى المبارك.
الواقعة بدأت عندما اشتعلت النيران في خزان وقود شاحنة نقل أثناء تفريغ الحمولة بمحطة بنزين في المجاورة 70، وسط وجود عدد كبير من المواطنين. وفي لحظة حاسمة، قرر السائق خالد التحرك بالشاحنة المشتعلة بعيدًا عن المحطة، متجاهلًا الخطر الذي يهدد حياته، حرصًا منه على سلامة الجميع.
ورغم أن ألسنة اللهب بدأت تلتهم جسده، واصل خالد القيادة لمسافة آمنة، ثم ترجل من الشاحنة والنيران تغطي جسده بالكامل، في مشهد مأساوي وثّقته عدسات المارة، وهز مشاعر الآلاف عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
تم نقل خالد إلى مستشفى “أهل مصر لعلاج الحروق”، حيث خضع لعلاج مكثف بعد إصابته بحروق شديدة. إلا أن حالته الصحية تدهورت، ليلفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بإصاباته، تاركًا خلفه قصة إنسانية مؤثرة وبطولة ستظل محفورة في ذاكرة المصريين.
وفي لفتة تقدير رسمية، نعى رئيس مجلس الوزراء السائق البطل، ووجّه بصرف مكافأة مالية مجزية ومعاش استثنائي لأسرته، كما أعلن وزير العمل عن صرف منحة عاجلة بقيمة 200 ألف جنيه لذويه.
من جانبه، أصدر المهندس علاء عبداللاه مصطفى، رئيس جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان، قرارًا بإطلاق اسم “خالد محمد شوقي عبدالعال” على أحد شوارع المدينة، تخليدًا لذكراه، وتقديرًا لما قدمه من تضحية استثنائية.
خالد لم يكن ضابطًا ولا رجل إطفاء، بل سائقًا بسيطًا من أبناء محافظة الدقهلية، إلا أن موقفه البطولي أعاد تعريف البطولة، وأثبت أن الشجاعة قد تُولد من قلب المواطن العادي حين تقتضي اللحظة موقفًا إنسانيًا يفوق التوقعات.
تغطية موقع جريدة الوطن اليوم الدولي .