قرار إلغاء الهبوط.. للنادي الإسماعيلي في موسم صعب

قرار إلغاء الهبوط.. للنادي الإسماعيلي في موسم صعب .

في سابقة استثنائية أثارت جدلًا واسعًا داخل الوسط الرياضي المصري، قررت رابطة الأندية المصرية المحترفة، في مايو 2025، إلغاء نظام الهبوط في موسم الدوري الممتاز 2024–2025. هذا القرار التاريخي كان له وقع خاص في مدينة الإسماعيلية، حيث مثّل طوق نجاة حقيقيًا للنادي الإسماعيلي، الذي عانى طوال الموسم من تذبذب الأداء وتراجع النتائج حتى أصبح قريبًا من توديع دوري الأضواء والشهرة.
الإسماعيلي.. كبوة فريق عريق
الإسماعيلي، أحد أعرق أندية الكرة المصرية وصاحب أول بطولة دوري تحصل عليها الأندية خارج القطبين (الأهلي والزمالك)، وجد نفسه خلال الموسم المنصرم في دوامة الهبوط للمرة الثانية في تاريخه، بعد أن ظل يقاتل من أجل البقاء وسط تحديات مالية وفنية ضخمة. تراجع المستوى، تغيّر الأجهزة الفنية، وقلة الاستقرار الإداري، كلها عوامل أدت إلى حالة من الإحباط الجماهيري وتراجع الثقة في قدرة الفريق على الاستمرار في الدوري الممتاز.
قرار استثنائي في لحظة حرجة
مع اقتراب نهاية الموسم، تفاجأ الوسط الكروي بقرار رابطة الأندية بإلغاء الهبوط، وهو ما أرجعه البعض إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها بعض الأندية، إلى جانب عدم جاهزية بعض فرق الدرجة الثانية من حيث البنية التحتية والتراخيص للمشاركة في الدوري الممتاز.
ورغم ما أثاره القرار من انتقادات بين المتابعين، فقد كان بمثابة الإنقاذ الفوري للإسماعيلي، الذي كان يحتل أحد المراكز المؤدية للهبوط.
دعم جماعي من الأندية
اللافت أن القرار لم يصدر بشكل منفرد أو مفاجئ، بل جاء بعد تصويت من 15 ناديًا من أصل 18 لصالح الإلغاء، في موقف يعكس إدراكًا جماعيًا لحجم الأزمة التي تمر بها بعض الفرق، وحرصًا على الحفاظ على الكيانات الكبيرة في الكرة المصرية مثل الإسماعيلي، الذي يُعد أحد الأركان التاريخية للعبة في البلاد.
ما بعد النجاة.. التحدي الأكبر
رغم أن القرار منح الإسماعيلي فرصة جديدة لإعادة ترتيب أوراقه، إلا أنه لا يعني انتهاء الأزمة. بل يمكن القول إن التحدي الحقيقي يبدأ الآن، إذ يتحتم على الإدارة وضع خطة إصلاح شاملة تشمل:
إعادة هيكلة الجهاز الفني بقيادة جديدة ذات رؤية واضحة.
استثمار موارد القيد بعد رفع الإيقاف (في فترة لاحقة من الموسم).
حل النزاعات المالية التي تهدد الاستقرار المستقبلي.
إعادة بناء الثقة مع الجماهير، التي ظلت وفية رغم الصدمات.
الجماهير بين الامتنان والقلق
استقبل جمهور الدراويش القرار بمشاعر مختلطة، جمعت بين الارتياح الكبير للبقاء في الدوري، والقلق المشروع من استمرار النهج الذي أوصل الفريق إلى هذا الوضع المتأزم. وقد دعت العديد من روابط المشجعين إلى ضرورة المحاسبة الداخلية، وتجديد الدماء في صفوف الفريق، وعدم الاعتماد فقط على “القرارات الاستثنائية” للبقاء ضمن الكبار.
خلاصة
قرار إلغاء الهبوط كان فرصة نادرة أنقذت الإسماعيلي من السقوط إلى الدرجة الثانية، لكن استغلال هذه الفرصة يتطلب إرادة إدارية قوية، ورؤية فنية واضحة، وتكاتف جماهيري. فالبقاء لم يعد الهدف.. بل العودة إلى سابق المجد هي المهمة المقبلة.
تغطية موقع جريدة الوطن اليوم الدولي.



